شاهد عيان
كيف يُمكنني أن انسى اصوات صراخهم وضحكاتهم عندما صوروني عارياً
حلِمتُ بوطنٍ يحترمُ مواطِنيه بإختلافاتِهم الجنسية والجندرية ، لكن سرعانَ ما تبدد الحلم وتشوهت معالم الحياة التي كنت أتطلعُ لها

يستمر تجاهل الإعلام الغربي والمنظمات الحقوقية لأوضاع مجتمع الميم في مناطق سيطرة الإسلاميين المتطرفين وعدمَ وجودِ أيِّ توثيقٍ للإنتهاكات ، ف يظهرُ خبرَ اعتقالِ او مقتل شخصٍ مثليّ ويختفي خلال يومين او ثلاث ،ثم تعودُ المنظمات المدافعة عن حقوقِ المثليين إلى حفلات جمع التبرعات وشرب الشامبانيا على الشواطئ الدافئة ، نعم هكذا يرى المثليين في سوريا المدافعينَ عن حقوقِهم في الغرب ، يرونَهم أشخاصاً نظيفين يرتدون الملابس الفاخرة ، ويحصلون على الأموال على حسابِ أوجاعِهم .
أن تكونَ مثلياً ، تُعارِض وتنتقد الجماعات الإسلاميّة الراديكالية المتطرفة التي تسيطر على مدينتك ، فأنت جمعت بذلك المحرمات والتهم الكافية لتقومَ هيئة تحرير الشام والمرتبطة بتنظيم القاعدة بملاحقتك.
هذا ما حدث معي ، أنا شاب مثلي التوجه الجنسي و أعيشُ في مدينة إدلب شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية ،بعد أن قام نظام الأسد بِتهجيرَنا قسراً أنا وعائلتي من حلب . كُنّا نَتَطلعُ للقليلِ من الأمل بعد أن غادرت قواته المناطق الشمالية في سوريا حتى جائت المجموعات الارهابية و نقلتنا الى فصل آخر من فصول الاستبداد والظلم .
يعاني مجتمع الميم في سوريا الأضطهاد المتقاطع ، مجتمعا ً تقليديٍّ من جهة والجماعات التكفيرية في جهة أخرى ، كنتُ معارضاً لسياسة النظام السوري ، لم أتوانى عن انتقاد التنظيمات الجهادية والجماعات الراديكالية التي كانت وما زالت تمارسُ الانتهاكات بحقِ المواطنين المدنيين وبخاصة مجتمع الميم ، وكانت حساباتي على مواقع التواصل منبراً لي للتحدث بحرية كما كنتُ أظن ، شَعرتُ انّي معزول عن باقي افراد مجتمع الميم في سوريا ،ورغبتُ ان اعرِفَ كيف يعيشون ، وهل هم يعانون مثلي ؟! لذا تقدمت عبر الانترنت لبرنامج تدريبي يقوم بتطوير قدرات الناشطين من مجتمع الميم عي المثليين والمثليات والعابرين جنسيا والعابرين جندرياً ، عَلِمتُ أن هذا قد يُعرضني للخطر .
حلِمتُ بوطنٍ يحترمُ مواطِنيه بإختلافاتِهم الجنسية والجندرية ، لكن سرعانَ ما تبدد الحلم وتشوهت معالم الحياة التي كنت أتطلعُ لها .
تم اعتقالي من قبلِ هيئة تحرير الشام التابعة لتنظيم القاعدة لأييام لم أَكن أعلمُ بعددها ، لقد كان كل شيئٍ مظلماً، قالوا أنَّها ثلاثُ ايام ، ظننتها أكثر بكثير لكم التعذيب الجسدي والنفسي اللذي تعرضتُ له ، رفضوا اعطائي الدواء , مما جعل حالتي الصحية تتدهورُ بشدة .
كانو يسألوني عن كلِّ شخصٍ يتضامنُ مع خبرِ أعتقالي على مواقع التواصل ، استخدموا هاتفي وحساباتي الشخصية , تمنيت حينها لو أنِّي أموت وأغادرَ هذا العالم بشكل سريع للهروب من الخوف الذي كان يسكن داخلي والأفكار السوداء التي تبادرت في ذهني حول مصيري بعد قليل ، أصوات صراخهم وضحكاتِهم عندما كانوا يصوروني عارياً ، رائحة الدماء والموت ، هل يمكنني نسيانها؟
بعد الضغط الاعلامي ،تم إطلاق سراحي وأصبحتُ كما يُقال أحدَ الناجيين في هذا العالم البائس ، لكن المأساة لم تتوقف، لازلتُ أتلقى رسائلَ التهديد ، بعدَ أن تم كشف ميولي الجنسية ، مارست إدارة جامعتي وطلابها أبشعَ أنواع التشهير والطعنِ بي وقاموا بأجباري على أنهاء مسيرتي التعليمية ، تم فصلي من عملي بعد ان قالو لي (لقد كشف أمرك ).
أُجبِرتُ على تركِ منزلي و الأنتقال لمنطقةٍ أُخرى تسيطرُ عليها فصائلَ مختلفة ، لكنَّ الموت يُلاحقني الى هنا ، كُلَّما حاولتُ تغييرَ رقم هاتفي يجدونَه ، ما الذي يريدونه ؟ إنهاءَ حياتي؟ ألا يكفيهم انّي خَسرتُ منزلي وجامعتي وعائلتي وعملي ؟ .
إنَّني وكما الكثير من أفراد مجتمع ميم عين، نتطلعُ للعيشِ بسلام وهدوء ، لذالك أناشدُ المجتمع الدولي وكل المنظمات الإنسانية والحقوقية، وفي قلبي ألم عميق وأمل كبير، أن يتحركوا لأنقاذنا من بين انياب هذه القوة الظلامية الارهابية .
أُراسل الأن المنظمات التي تساعد أفراد مجتمع الميم ،على أملِ النجاة والخروج من هذا المكان ، يجيبوني دائما ! بكلماتِ الأسف على حالي ويَتبعونَها بِجوابِهم عن عدم القدرة على المساعدة لتواجدي داخل سوريا ، يا لها من لعنة أن تتواجد في هذا المكان .
-
فن وثقافةمنذ بضعة أيّام
محمد خرداديان: إسمٌ لن ينساه مجتمع الميم الإيراني
-
شاهد عيانمنذ بضعة أيّام
إسطنبول، جنّة مؤقتة لشابَّين مثليَّين سعوديَّين في علاقة عاطفيّة
-
أخبارمنذ بضعة أيّام
في عيد ميلاده الحادي والعشرين، يزيّن أصدقاء علي رضا منفرد ضريحه بعد أن قُتِل في إيران لأنّه مثليّ
-
Sex & Datingمنذ بضعة أيّام
التجول : ليلة في طهران ، بحثاً عن الحب المُحرّم
-
الغربمنذ بضعة أيّام
غوغل وترجماتها: المثلي هو “لوطي” في إيران
-
Sex & Datingمنذ بضعة أيّام
لقاء مع عاملة جنس في دمشق
-
أخبارمنذ بضعة أيّام
إعدام شابين مثليي الجنس في إيران
-
شاهد عيانمنذ بضعة أيّام
الخوف ثمّ الأمل فالفوضى لأب مثلي متزوّج يحاول مغادرة أفغانستان