للتفاعل على وسائل التواصل الإجتماعي

الغرب

يحظّر فيسبوك الترويج لعلاج تحويل المثليين في الولايات المتحدة، ويسوّق له في اللغة العربية

تدّعي الشركة أن هذه المنشورات تنتهك القواعد ضد خطاب الكراهية... في الغرب فقط.

Avatar

نُشر المقال

في

مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك // Inc.com

يبدو أنّ العملاق التكنولوجي فيسبوك Facebook يسمح بانتشار مقاطع فيديو ومنشورات تروّج لعلاج تحويل المثليين في البلدان الناطقة في اللّغة العربية على الرغم أنّه يحظر المحتوى نفسه في أوروبا والغرب.

ذكر موقع ذا فيرج The Verge خلال العام الماضي أنّ تطبيقَي فيسبوك وإنستغرام Instagram حظّرا "جميع أشكال المحتوى، بما فيها منشورات ومقاطع فيديو، التي تروّج لممارسة مدحوضة ومكذّبة جدًا تُعرف باسم علاج التحويل، والتي تزعم تغيير الميول الجنسي بالقوة". وتدعي الشركة أن مثل هذه المنشورات تنتهك شروطها وأحكامها إذ هي من ضمن خطاب الكراهية. طُبِّق الحظر في البداية على الإعلانات فقط الّتي تروّج لعلاج التحويل، ولكن سرعان ما وسّعت الشركة قاعدة الحجب لتشمل جميع المواد والمنشورات المتعلّقة بالتّرويج لعلاج التحويل.

وأصدرت تارا هوبكنز، وهي مديرة السياسة العامة في تطبيق إنستغرام في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، بيانًا في عام ٢٠٢٠، قالت فيه: "لا نسمح بالهجومات ضد الأشخاص على أساس التوجه الجنسي أو الهوية الجندرية، ونحدِّث سياساتنا لحظر الترويج لخدمات علاج التحويل".

غير أنّ هذا وجه واحد من الحقيقة، إذ ذكرت وكالة رويترز Reuters الأسبوع الماضي أنّ المنشورات التي تروّج لعلاج التحويل لا تزال متداولة بكثافة وبغزارة في الشرق الأوسط.

وتحدثت الوكالة عن قصة عمر، وهو شاب مثلي يعيش في مصر، البلد الذي تُعتَبَر فيه المثلية غير قانونية مع إمكانيّة العقاب بالموت. توجّه عمر إلى منصّات التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات عن حياته الجنسية، ووجد أشخاصًا يدعون إلى علاج التحويل. صرّح عمر لرويترز: "فيسبوك قادني إلى علاج التحويل ولست وحدي."

وقال عمر أنه تابع نشاط أوسم وصفي الذي يروّج لقدرته على "علاج" المثلية الجنسية. وتجمع صفحة وصفي على فيسبوك ما يقرب ١٥٠ ألف متابع. وتضيف رويترز أنّ وصفي ليس الحساب الوحيد الذي يقدم هذه الخدمات، فكتبت: “لا يزال الترويج لعلاج التّحويل في اللّغة العربيّة مزدهرًا على فيسبوك ، حيث يطال ممارسوه ملايين المتابعين من خلال حساباتٍ رسميّة ومصدّقة من فيسبوك”.

قال متحدث باسم فيسبوك لرويترز: “يتعارض المحتوى الذي يقدّم صراحة أو بصورة غير مباشرة منتجات أو خدمات تهدف إلى تغيير الميول الجنسي أو الهوية الجندريّة مع معايير مستخدمي فيسبوك، ولا يُسمح به على منصتنا." وعندما قدّمت رويترز الأدلّة للناشر الاحتكاري (فيسبوك) أزال موقع التواصل الإجتماعي البعض العديد منها ولكن ليس جميعها. كما ادعى المتحدث باسم فيسبوك أنّ “ما من انتهاكات مسجّلة حاليًا ضد صفحة وصفي” التي ما زالت نشطة.

وأشارت رويترز إلى مقطع فيديو نُشر على فيسبوك يوعز إلى الأهل الذين يشتبهون أن أطفالهم مثليين "باحتجازهم" لأنهم يشكلون "خطرًا على المجتمع”. وإذ أكّد فيسبوك لرويترز أنّه أزال الفيديو، إلّا أنّ رويترز تؤكّد من جهتها أنّ المقطع ما يزال متداولًا.

ماثيو شوركا ناشط في مجال حقوق مجتمع الميم وقد عمل مع فيسبوك لإيجاد طرق لتحديد المنشورات المتعلقة بعلاج التحويل وحظرها. وادعى شوركا بهدف تبرير سياسة فيسبوك المتساهلة في الشرق الأوسط أنّ المروّجين لعلاج التحويل يغيرون لغتهم باستمرار لتجنب اكتشافهم من قبل فيسبوك، فيغيّرون اللغة والتكتيكات باستمرار."

وأفادت وكالة رويترز عن بيان مشترك أصدرته ٢٨ منظمة ناشطة في مجال حقوق مجتمع الميم في الشرق الأوسط ووجّهته إلى شركات مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب لحثها على منع الحسابات من نشر "أساطير" مؤذية حول علاج التحويل.

أُثبِتَ اليوم أنّ علاج التحويل مؤذٍ وخطير للمريض. ولمّا أجرى ويليامز إنستيتوت The Williams Instituteالأميركي، وهو ضمن كلّيّة الحقوق في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، بحثًا عن الذين خضعوا لعلاج التحويل، تبيّن أنّ "الأشخاص المثليين والمثليّات ومزدوجي/ات الجنس غير عابري النوع الإجتماعي (ترانس) الذين شاركوا في علاج التحويل، يفكّرون في الإنتحار ويُقدِمون عليه مرّتَين أكثر من أقرانهم الذين لم يخضعوا لعلاج التحويل."

في التداول

العربية