الغرب
غوغل وترجماتها: المثلي هو “لوطي” في إيران
كغيرها من الشركات، تدّعي غوغل مناصرة المثليين لمّا تجد منفعتها.

يؤمّن الإنترنت ملاذًا آمنًا للكثير من أفراد مجتمع الميم في الشرق الأوسط، فهو مساحة لتجربة الحرية والمساواة وعيش حياة في مقلب بلداننا التي تعاني من رهاب المثلية. فالإنترنت نافذة نرى العالم من خلالها.
إنّ الوصول إلى الإنترنت الآمن في بلد مثل إيران ليس بالأمر السهل. يتوجّب على مستخدمي الإنترنت تجاوز العشرات من العقبات والمخاطر، منها القيود التي تفرضها الحكومة والفخاخ الحكوميّة للتعرّف على المستخدمين، ورداءة الإتصالات، ومراقبة الفضاء الإلكتروني الذي يسيطر عليه الجيش السيبراني التابع للحرس الثوري الإيراني.
فلنتذكّر هنا أنّ خدمات الإنترنت الّتي نتلقّاها، نحن المثليون في الشرق الأوسط القاطنون في بلدان مثل إيران، تختلف عمّا يتلقّاه المثلي في واشنطن أو في لوس أنجلس مثلًا. فعلى سبيل المثال، يتعذّر علينا الوصول إلى الخدمات التي تحتاج إلى بطاقات إئتمان دولية. لماذا؟ لأنّ ما من خدمات مصرفية دولية في بلدنا، إذ يرفض النظام أن ينضمّ إلى المعاهدات الدولية للشفافية الإقتصادية.
إلّا أنّنا نتمتّع، ولو لبضع لحظات، لا بل نتلذّذ بما يقدّمه العالم الحرّ، فنرتاح أن نبتعد لبرهةٍ عن مضايقات الشارع، وعن الألفاظ النابية، وعن خطر إعتقالنا من قبل ما يُسمّى بشرطة الآداب، وعن شوارع طهران السوداء التي تكسوها صوَر الملّة.
غير أنّ التفاؤل الذي تظهره الشركات الدولية مثل غوغل (Google) فيما يتعلّق في الكفاح من أجل الحرية والمساواة والدفاع عن حقوق مجتمع الميم لا يدوم طويلاً.
استخدم صديق موقع غوغل ليترجم تقرير إخباري لرويترز من الإنجليزية إلى الفارسية. صُدِمنا لمّا ترجم موقع غوغل كلمة “مثلي” بـ"همجنس باز”، أي “لوطي”، وهو المصطلح عينه الذي تستخدمه جمهورية إيران الإسلامية وقادتها ووسائل إعلامها المعادية للمثليين لتشير إلى المثليين.

يترجم موقع غوغل صحيحًا كلمة “مثلي” بـ"همجنسگارا”. غير أنّ ترجمة الكلمة تختلف في سياق الجملة، فتمسي "همجنس باز”، أي “لوطي”.
نفهم أنّ برنامج ترجمة غوغل ليس أفضل أداة للترجمة، ولكن لماذا وضع المبرمجون هذا المصطلح المسيئ جدًا في قاموس غوغل الفارسي؟
فهل تترك غوغل كم حارب المثليون الإيرانيون لاستبدال هذه الكلمة المهينة بمصطلح صحيحٍ؟ هل يعلم غوغل كم يصعب تعميم هذا المصطلح الجديد في دولة تعادي المثليين كما هي حال إيران؟ هل تفهم غوغل كم هي كبيرة ساحة الإنترنت في معركتنا، وأنّنا لم نحصل يومًا على دعمٍ من أيّة منظمة أو حكومة أو وسيلة إعلام؟
هل تستوعب غوغل الأثر السلبي لهذه الترجمة على مجتمع الميم الناطق في اللغة الفارسية؟
مكبوتون نحن بما فيه الكفاية، ونسمع ما يكفينا من الإهانات، وها هي غوغل، أقوى شركة في العالم، تطلق علينا لقب “لواط”. فهل يسمح موقع غوغل، الذي لا يتوقّف على إفتخاره بمدى “وعيه” وشموليّته، أن يحدث ذلك في الغرب؟ يبدو أنّ غوغل، كالكثير من الشركات الأخرى، تتظاهر بالدفاع عن حقوق المثليين عندما تجد لها استفادةً وربحًا.
تكتب شركة غوغل على موقع “الإفتخار” الخاص فيها:“ندعم هذا العام مجتمعات الميم، ونلتزم المساهمة في تمويل مساحات شاملة تعزّز إنتماء الجميع". فإن كان الأمر كذلك، فلربّما تبدأ غوغل في التّوقّف عن مناداتنا بـ”اللواط”.
-
فن وثقافةمنذ بضعة أيّام
محمد خرداديان: إسمٌ لن ينساه مجتمع الميم الإيراني
-
شاهد عيانمنذ بضعة أيّام
إسطنبول، جنّة مؤقتة لشابَّين مثليَّين سعوديَّين في علاقة عاطفيّة
-
أخبارمنذ بضعة أيّام
في عيد ميلاده الحادي والعشرين، يزيّن أصدقاء علي رضا منفرد ضريحه بعد أن قُتِل في إيران لأنّه مثليّ
-
Sex & Datingمنذ بضعة أيّام
التجول : ليلة في طهران ، بحثاً عن الحب المُحرّم
-
شاهد عيانمنذ بضعة أيّام
الخوف ثمّ الأمل فالفوضى لأب مثلي متزوّج يحاول مغادرة أفغانستان
-
Sex & Datingمنذ بضعة أيّام
لقاء مع عاملة جنس في دمشق
-
أخبارمنذ بضعة أيّام
لاجئ يعيش في أوروبا يعود الى اقليم كردستان ليرتكب جريمة قتل بحق شقيقته العابرة للنوع الاجتماعي
-
أخبارمنذ بضعة أيّام
إعدام شابين مثليي الجنس في إيران